كنت قد كتبت مقالا بعنوان " الخصوصية السعودية " قبل 11 سنة تقريبا ونشرته في صحيفة اخبارية. كتبت فيه بحب وعقيدة دفاعا عن ثوابتنا كمسلمين وقيمنا كعرب، وعاداتنا كسعوديين. واليوم ها أنا أزيد ثباتا وحماسا يمتزج بمداد الحكمة والخبرة التي علمتنيها الأيام.
قالوا أن الإنسان إذا بلغ الأربعين عاما مـن عمره يصبح وقد اكتشف أشياء جديدة ، ويمسي وهو يرى أشياء أخرى كما لم يكن يراها من قبل في سن الثلاثين عاما أو العشرين ومادون ذلك ومابينها، وهذا صحيح وهو محسوس ملموس عندي وبالتأكيد عند العقلاء الصادقين من أقراني.
نعم نحن ننضج ، نكبر، نتغير ، نكون قادرين على التفكير بهدوء ونقد حقيقي ومنطقية هي الأقرب للصواب والرشاد بإذن الله وبفضله وحده.
نستهدي أولا بالقرآن الكريم ، كلام الله الذي لا مثيل له ولاند ولا شبيه، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ونعم نسترشد ثانيا بأحاديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. ونعم ألف نعم نستنير بسِيَر الحكماء والعلماء والمختصين ونتعلم أيضا من الأخطاء التي عملناها أو عملها غيرنا وتجاوزناها بسلام.
قطار الحياة سيمر، وسنذهب معه بعيدا ، بعيدا جدا هناك. ويجب أن نختار القطار الصحيح لنصل للوجهة الصحيحة. ولأننا إيجابيون ومتفائلون سنحافظ على حياتنا من العابثين. لست أنسى ذاك الموضوع الذي بحثت فيه وقتها فتوصلت أننا بالفعل مختلفون .. مختلفون جدا عن غيرنا ، وأن القيم الاسلامية والعادات العربية هي من صنعت الفرق . ويجب أن نبقى الأفضل، والأفضل دائما وأبدا بإذن الله.
كتبه / علي القرني
الجمعة 18 - 6 - 1440